تحتفل بلادنا اليوم الأربعاء 5 اكتوبر 2011 مع سائر دول العالم باليوم العالمي للمربي، يوم خصّصته المجموعة الدولية للاحتفاء بالمربي وتكريمه والاعتراف بالدور الريادي الّذي يضطلع به في المجتمع. وتبعا لذلك، كان من المفروض أن يحضى المربي بمكانة خاصّة في المجتمع تتّصل أوّلا بالجانب المعنويّ، لتشمل الجانب الماديّ والقانوني
ولكن المتأمل في العالم عموما وفي بلادنا على وجه الخصوص، يلاحظ وبدون صعوبة تدهور مكانة المربّي بشكل كبير وخاصّة في السّنوات الأخيرة… ولعلّ من بين مظاهر ذلك، ما يعيشه المربّون حاملو الأستاذية والعاملون بالمدارس الابتدائية من مظالم عديدة مسلّطة عليهم منذ سنوات والّتي حان الوقت من المفروض أن ترفع عنهم. فمنذ سنوات وخاصّة على ضوء ثورة الحريّة والكرامة أشرف هؤلاء المربّون على عديد التّحرّكات سواء على مستوى جهوي او وطني (وقفات احتجاجية أمام مقرات المندوبيات الجهوية للتربية والنقابات الجهوية للتعليم الأساسي، وقفات احتجاجية أمام مقري وزارة التربية والنقابة العامة للتعليم الأساسي، ندوات صحفية، حضور إعلامي مكثف…). الغاية من هذه التحركات هي إيصال صوتهم لمواقع الفرار من أجل الإسراع برفع المظلمة التي يعانونها منذ سنوات. ويبدو أن هذه التحركات آتت أكلها وأدت إلى اعتراف من الوزارة والنقابة بفداحة المظلمة ووعود برفعها في أقرب الآجال. وهنا يكمن الإشكال، فالوعود هذه غير جديدة على هذه الفئة من المربين، فقد تلقوا مثلها منذ عهد الصادق القربي وبقيت عند هذا المستوى، ولعل ما يشكك أكثر في جدية هذه الوعود هو محضر الاتفاق الأخير المبرم بين الوزارة والنقابة بتاريخ 30 سبتمبر والّذي يشير بصفة ضبابية وغير واضحة إلى وضعية هذه الفئة من المربين
بقي أن نشير إلى ان هذه الفئة من المربين تعاني إلى جانب العمل في اختصاصات بعيدة كل البعد عن الاختصاصات التي تكونوا فيها، وفي ظروف عمل أقل ما يقال عنها انها غير مريحة، فهي تعاني أنها من الناحية الإدارية تعتبر كونها مستوى باكالوريا أو باكالوريا+2، وهو ما يِكد حجم المظلمة التي لا يرتضيها شرع ولا قانون ولا أخلاق
وتبعا لذلك، فهم يطالبون بتنقيح القانون الأساسي للمعلمين بما يسمح بجعل رتبة أستاذ للمدارس الابتدائية رتبة انتداب وليس رتبة ارتقاء. وهو ما يسمح – ولو نسبيا – بزملائهم في التعليم الثانوي من حيث الصنف والجر والمنح وساعات العمل والترقيات المهنية
وفي صورة ما لم تتم تسوية الوضعية في أقرب الآجال، فقد أشار بعض المعنيين باحتفاظهم بحقهم في الالتجاء للقضاء من أجل رفع المظلمة. كذلك، فقد هددوا بالانسلاخ عن النقابة العامة للتعليم الأساسي التابعة للاتحاد العام التونسي للشغل، وخاصة وأنها – وعلى حد قولهم – لم تبد جدية كبيرة في الدفاع عن مطالبهم خاصة إذا ما قورنت بالجدية الكبيرة التي اتخذتها لتسوية وضعية بقية الأصناف من المعلمين. وإن كانت مشروعة، فإنها لا يجوز أن تكون على حسابهم. وهو ما جعلهم يتوجهون إلى صناع القرار وفي اليوم العالمي للمربي بسؤال بسيط ومعقد في الآن ذاته: متى نستعيد كرامتنا؟!! ونرحو ان تكون الإجابة إيجابية
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire