التاكسي عامل بعمايلو في صفاقس




بعد تأدية واجب التحية والإجلال للصنايعية من سوّاق التاكسي الأصيلين الّذين لا نشكك في نزاهتهم ونقرّ بتراجع اعدادهم وسط هذا الكمّ الهائل من سيارات التاكسي وسائقيها .. إلاّ أنّنا لا يمكن ان نتغاضى أيضا عن عديد الممارسات من أصحاب التاكسيات والّتي أصبحت بالفعل مثار سخط المواطنين مع نقل عمومي لا يُحتمل ولا يُطاق أصبح المواطن وباختصار شديد بين فكَّيْ كماشة .. وأصبح التنقل صباحا أو مساء أو لقضاء أمر ما قطعة من العذاب لا يعرف لهيبها إلاّ من اجبرته الظروف والحياة على التمرّغ في جمرها .. نعم يا سادة القوم فنسبة محترمة من سوّاق التاكسي وهم في الحقيقة لا يستحقون أي إحترام باتوا لا يعترفون بالعدّاد فإماّ التنقل بالبقعة وإمّا فلا وكان عجبك .. مع ما تيسّر من عبارات الشتم والسبّ لمن يعبّر عن سخطه أو إمتعاضه
لقد كنّا من بين من نادينا وعلى أعمدة هذه الصحيفة إلى تنظيم مسالة سيارات التاكسي وإخراج مسألة “البقعة” لدائرة الضوء لتقنينها ، لأنّ وجودها على أرض الواقع خلسة وفي أحسن الحالات معاقبة المخالفين بخطية ماليّة لا يحلّ من الأزمة بل يزيد من تفاقمها .. ولكن لا حياة لمن تنادي .. وبعد أن كان صاحب التاكسي يراوح بين هذا وذاك إذ بنا نجد أنّ التاكسي بالبقعة أصبح هو المسيطر والمهيمن والمتحكم في مشهد التاكسي بصفاقس .. وكل من يريد التنقل بالعدّاد بإعتبار أنّه سيمر بأكثر من طريق .. فله الساعات الطّوال من الإنتظار والعذاب ولا من سميع أو مجيب .. وفي هذا الإطار حدثني أحد مرضى تصفية الدم أنّه بعد خروجه من المصحة وإجراءه لحصة لتطهير الدم بات عاجزا على ان يجد سيترة تاكسي تقبل ان تحمله إلى منزله .. وأنّ شرط صاحب التاكسي دائما معروف ولا نقاش فيه .. وهو أنّه “ما يركّب كان بالبلاصة” إلى درجة أنّ هذا المريض أصبح مجبورا كل مرة على دفع ثمن 4 أماكن بالتمام والكمال ـ وهو أغلى من ثمن تنقله بالعدّاد طبعا ـ ليفوز بتاكسي يوصله إلى منزله .. وهو ما أكّده لي ايضا كثيرون من مستعملي سيارات الاجرة فما هذا يا هذا … وإلى أين نسير بمثل هذه المعاملات .. وأين أخلاقيات المهنة وشرفها ..؟ المشكل أنّك حين تتحدث مع بعض أصحاب التاكسيات يستنكرون مثل هذه التصرفات ويؤكّدون بأنّها تصرّفات متأتية من الدخلاء على المهنة … وبعدها حاول ان تقنع نفسك وتُرضي ضميرك .. بأنّ وحدهم الدخلاء على المهنة هم من يقودون التاكسي .. والبقية ما يكونو إلاّ “بطّالة” ..  يا والله حال 



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire